هل الطلاق هو الحل الامثل

عدد الرسائل : 32 تاريخ التسجيل : 05/01/2009

الطلاق ليس الحل الأمثل..!

لا يعني وقوع الخلاف بين الأزواج وقوع الطلاق..
فالطلاق ليس الحل الأمثل ـ دائماً ـ إذا تعسر التفاهم بين الزوجين، واستحالت الحياة بينهما؛ فأصبحت جحيماً يحرق الهدف من التقائهما، وهو إنشاء الأسرة على أسس يستطيع أفرادها معها الارتقاء بالأمة، وذلك بإخراج جيل صالح يخدم دينه ووطنه
فإذا وقع الخلاف بين الزوجين فيفضل ألا يخرج عن نطاقهما، وأن يحل بطرائق ودية نحو التوجيه الذي ذكره أبو الدرداء رضي الله عنه: "إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت أرضيك" فينصح بعدم إطالة وقت الغضب وقطعه بكلمة "آسف، آسفة" وعندها تفتح صفحة الاعتذار، بعد التفاهم، وإبداء رأي كل واحد منهما للآخر.. فلا تكابر ـ أيها الزوج ـ عن الاعتذار، وكذلك أنت ـ أيتها الزوجة ـ.
لا تذهبي إلى أهلك وأنت غاضبة، فالغالب أن الأهل بعاطفتهم قد يهدمون منزلك..! وهذا ما حدث لفتاة كانت تعيش مع أهل زوجها، فطلبت من زوجها أن يذهب بها لأهلها؛ لأن عندهم وليمة، فرفض، فطلبت منه أمه الذهاب لأهلها فلبى طلبها.. وبشيء من عدم الحكمة اتصلت الفتاة بأمها وأخبرتها بما حدث، فأجابتها الأم (بعدم حكمة أيضاً) بأنها سترسل لها السائق..
وبعد أن خرجت الفتاة مع السائق متجهة لمنزل أهلها، دخل الزوج ومعه عصير وكيك، وشموع، وهدية لزوجته، دخل وهو يمشي على أطراف أصابعه ليفاجئ "حبيبته"..
ولكن المفاجأة كانت له عندما دخل ولم يجدها..! هاتفها فوجدها عند أهلها، فقال: قد أفسدت المفاجأة، فقد عمدت أن أخلو بك عند خروج أهلي..! عضت أصبع الندم باستعجالها، فطلبت منه أن يأتي لأخذها إلا أن أمها قد وقفت دون تحقيق ذلك..!
وهذا لا يعني أن كل أم تتعامل بمثل هذا المستوى المتدني من التفكير، فهناك أمهات حكيمات قد أشعلن دروب بناتهن ضياءً، بتوجيهاتهن، وحسن تصرفهن..!
إذا زادت هوة الخلاف بين الزوجين فعلى الزوج ألا يصدر قرار الطلاق إلا بعد دراسة دقيقة، ومحاولة جادة للإصلاح..
فإذا تعذر ذلك، فعليه أن يرسل حكماً من أهله وحكماً من أهلها، وإرسالهما لا ينظر فيه إلى رغبة الأهل؛ فهو أمر واجب عند أكثر أهل العلم، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا}(النساء: من الآية35).
ودورهما يكمن في نصح الزوجين ووعظهما، وتبيين مفاسد الطلاق، وإشعارهما بالندم الذي سيلحق بهما، وتذكيرهما بمصير الأولاد الذين سيعيشون أيتاماً على موائد الرحمة الاجتماعية مع وجود والديهما، فإذا ما تم الصلح، فذاك المطلوب.. أما إذا عزما على الطلاق، فلابد أن يعرفا أن هناك آداباً يجب مراعاتها:
* ألا يقع الطلاق دفعة واحدة، وهذا ما يقع فيه بعض الأزواج الذين تأثروا بطريقة الأفلام في الطلاق كعبارة "أنت طالق بالثلاثة"..
وإيقاعه دفعة واحدة مخالف لقوله تعالى: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ} (البقرة: من الآية229) أي مرة بعد مرة.. والحكمة في ذلك ظاهرة في مراعاة أحوال الأزواج النفسية؛ فقد يتراجع الزوج ويندم؛ فيكون له فرصة للرجوع.
* لا تطلق زوجتك وهي حائض، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}(الطلاق: من الآية1) أي: لاستقبال عدتهن، وذلك أن تطلق في طهر لم تجامع فيه.
* لا تخرجي من المنزل عند وقوع الطلاق.. وتزيني لزوجك، وتعطري، وتعرضي له، فإذا ما رغب في إرجاعك فلا يقع بينكما جماع، حتى يراجعك ويشهد على ذلك.
* احذر مزالق الشيطان بعد أن يقع الطلاق بائناً وتحصل الفرقة، ثم تندم مفكراً في الرجعة..
وهكذا أسمى الرسول صلى الله عليه وسلم المحلل الذي يعقد على المرأة حتى يحللها لزوجها الأول بـ "التيس المستعار".. وهذا الفعل يوجب اللعن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ هو المحل فلعن الله المحل و المحلل له" (صحيح الجامع).
* إذا تم الطلاق المأذون فيه، المستوفي شروطه، فعلى الأزواج أن يسرحوا نساءهم راضيات عنهم، داعيات لهم، ذاكرات لجميلهم ومعروفهم وإحسانهم، ومن ذلك امتاع المرأة قدر الميسرة، قال تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} (البقرة:241)..
وهو ما يستمتع به من ثياب وكسوة ونفقة و خادم.. أو غير ذلك مما يستمتع به.. ولن يقوم بهذا الإحسان إلا من اتقى الله، فهو حق عليه، أمره الله به، فأدّاه؛ خشية منه، ووجلاً وخوفاً من عقابه، وهو الأمر الذي غفل عنه كثير من المسلمين..!

منقــــــــــــول للافاده

» الحل النهائي لمشكلة عدم إمتلاك قرص الدرايفر
» الحل النهائي لمشكلة الحذف التلقائي لنقطة الرجوع