Admin Mr.how
عدد الرسائل : 280 تاريخ التسجيل : 27/12/2008
| موضوع: على قدر أهل العزم تأتي العزائم للشاعر المتنبي الجمعة مايو 22, 2009 1:13 pm | |
| على قدر أهل العزم تأتي العزائم [الكاتب : المتنبي] عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ * وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ وتَعظُمُ في عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها * وتَصغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ يُكلّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمّهُ * وقد عَجَزَتْ عنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ ويَطلب عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسهِ * وذلِكَ ما لا تَدَّعِيهِ الضَراغِمُ يُفدّي أَتمُّ الطَّيرِ عُمرًا سِلاحَه * نُسورُ الفَلا أَحداثُها والقَشاعِمُ وَما ضَرَّها خَلْقٌ بِغَيرِ مَخالِب * وقد خُلِقَتْ أَسيافُهُ والقَوائِمُ هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها * وتَعلَمُ أَي الساقِيَينِ الغَمائِمُ سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولهِ * فَلما دَنا منها سقتها الجَماجِمُ بَناها فأَعلَى والقَنا يَقرَعُ القَنا * ومَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فأَصبَحَت * ومِن جُثَثِ القتَلَى عَلَيها تَمائِمُ طَرِيدةُ دَهرٍ ساقَها فرددْتها * على الدِينِ بالخَطّيِّ و (...) راغِمُ تُفِيتُ الليالِي كُلَّ شيءٍ أَخذتَهُ * وهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ إذا كانَ ما تَنوِيهِ فِعلاً مُضارِعًا * مَضَى قَبلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازمُ وَكيفَ تُرَجِّي الرُومُ والروسُ هَدمَها * وَذا الطَعنُ آسَاسٌ لها ودَعائِمُ وقد حاكَمُوها والمَنايا حَواكِمٌ * فما ماتَ مَظلُومٌ ولا عاشَ ظالِمُ أَتَوكَ يَجُرُّونَ الحَدِيدَ كأنّما * سَرَوْا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ إِذا بَرَقُوا لم تُعرَفِ البِيضُ مِنهُمُ * ثِيابُهُمُ من مِثلِها والعَمائِمُ خَمِيسٌ بِشَرقِ الأرضِ والغَربِ زَحفُهُ * وفي أذُنِ الجَوزاءِ منهُ زمازمُ تَجَمّع فيهِ كُل لِسنٍ وأَمُّةٍ * فما يُفهِمُ الحُدَّاثُ إِلا التَراجِمُ فلِلّهِ وَقتٌ ذوَّبَ الغِشَّ نارُهُ * فلم يَبقَ إِلا صارمٌ أو ضُبارِمُ تَقَطع ما لا يَقطَعُ الدِرعَ والقَنا * وفَرَّ منَ الفُرسان مَن لا يُصادِمُ وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ * كأَنكَ في جَفنِ الرَّدَى وَهْوَ نائِمُ تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً * ووَجهُكَ وَضَّاحٌ وثَغْرُكَ باسِمُ تجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعةِ والنُهَى * إلى قولِ قَومٍ أَنتَ بالغَيب عالِمُ ضَمَمتَ جَناحَيهم على القَلبِ ضَمّةً * تَمُوتُ الخَوافِي تحتَها والقَوادِمُ بِضَربٍ أَتَى الهاماتِ والنَصرُ غائبٌ * وَصارَ إلى اللبَّاتِ والنَصرُ قادِمُ حَقَرتَ الرُدَينيَّاتِ حَتَّى طَرَحتَها * وحَتى كأنَّ السيف لِلرُمحِ شاتِمُ ومَن طَلَبَ الفَتحَ الجَلِيلَ فإنَّما * مَفاتيحُهُ البِيض الخِفافُ الصَوارِمُ نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ * كَما نُثِرت فَوقَ العَرُوسِ الدَراهِمُ تَدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكورَ على الذُّرَى * وقد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ تَظُنَّ فِراخُ الفُتخِ أَنكَ زرتَها * بِأُمَّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصَّلادِمُ إِذا زَلِقَت مَشَيتَها بِبُطُونِها * كَما تَتَمشَّى في الصَعيد الأَراقمُ أَفِي كُلِّ يومٍ ذا الدُّمستُق مُقدِمٌ * قَفاهُ على الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ أَيُنكِر ريحَ اللّيث حتّى يَذُوقَه * وقد عَرفَتْ رِيحَ الليُوث البهائِمُ وقد فَجَعَتهُ بِابنِهِ وابنِ صهرِهِ * وبالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشمُ مَضَى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى * لِمَا شغلتها هامُهُم والمَعاصِمُ ويفهَمُ صَوتَ المَشرفيَّةِ فيهِمِ * على أَنَّ أَصواتَ السُيُوفِ أَعاجِمُ يُسَرُّ بما أَعطاكَ لا عَن جَهالةٍ * ولكِنَّ مَغنوماً نجا مِنكَ غانِمُ وَلستَ ملِيكًا هازِمًا لِنَظِيرِه * ولكِنكَ التَّوحِيدُ لِلشِرْكِ هازمُ تشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعةٌ * وتَفتخِرُ الدُّنيا بِهِ لا العَواصِمُ لَكَ الحَمدُ فى الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ * فإِنَّكَ مُعطيه وإنِّيَ ناظِمُ وإِنِّى لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى * فَلا أَنا مَذمُومٌ ولا أَنتَ نادِمُ على كُلِّ طَيَّارٍ إليها بِرِجلِهِ * إِذا وَقَعَتْ في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ أًلا أَيُّها السَّيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً * وَلا فيهِ مُرتابٌ ولا مِنهُ عاصِمُ هَنِيئا لِضَربِ الهامِ والمَجدِ والعُلَى * وَراجِيكَ والإِسلامِ أَنكَ سالِمُ ولِم لا يَقِي الرَّحمنُ حَدّيكِ ما وَقَى * وتَفلِيقُهُ هامَ العِدَى بِكَ دائِمُ | |
|