لو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء ثمانية عشر عاماً وبالتحديد فى 17 نوفمبر 1989 عندما تجمع أكثر من 120 ألف مشجع مصري فى استاد القاهرة يؤازرون منتخب بلادهم فى مباراته أمام الجزائر بتصفيات مونديال عام 1990، ظن الجميع وقتها أن اللقاء سوف يشهد سيناريو تفوق كرة دول المغرب العربي باعتبار أنها العقدة التى لا تنفك أبداً.
من الوهلة الأولى سيطر القلق على الجماهير الغفيرة التى حضرت إلى الاستاد قبل ميعاد المباراة بأكثر من ست ساعات، لكن مع بداية اللقاء وإحراز حسام حسن "هدف العمر" فى الدقيقة الرابعة تغير الحال تماماً وتمكن الفريق المصري من احكام قبضته على الملعب حتى اطلق الحكم التونسي على بن ناصر صافرة نهاية الشوط الثاني ليعلن تأهل الفراعنة إلى مونديال إيطاليا بعد غياب دام 56 عاماً.
كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن المنتخب المصري سوف يكون فى انتظاره انجازا كبيرا يضاف الى ما حققه عامي 2006 ، 2008 باحرازه لقبي مسابقة بطولة كأس الأمم على ارضه فى المرة الاولى وفى غانا بالمرة الثانية.
المجموعة التى وقع بها المنتخب المصري تشير إلى أن التاريخ سوف يعيد نفسه مرة أخرى ليس فقط لأن تأهله إلى مونديال إيطاليا جاء عبر الجزائر فحسب ولكن لأن الظروف والذكريات متشابة إلى حد كبير، وهناك بعض الدلائل التى تؤكد ذلك سوف نوجزها فيما يلي ليتأكد الجميع أن "الفراعنة" بالفعل قادمون إلى مونديال جنوب افريقيا.
لقاء مصر وانجلترا في كأس العالم 90
أولا ـ نتائج المنتخب المصري فى تصفيات كأس العالم 90 متشابة تماما لما حققه فى التصفيات الحالية، حيث تصدر الفراعنة مجموعتهم التي ضمت كينيا وليبيريا ومالاوي وصعدوا لمواجهة الجزائر التى تصدرت هى الاخر مجموعتها التى ضمت ساحل العاج وزيمبابوى.
ثانيا ـ كانت المباراة الاولى فى تصفيات 90 بين الجزائر ومصر فى مدينة قسطنطينة وتعادل الفريقين وقتها بدون أهداف أما المباراة الثانية والاخيرة فكانت بالقاهرة أمام "الخضر" أيضا وفاز أصحاب الارض بهدف لحسام حسن وتأهلوا الى المونديال، وهو مشابه تماما لما حدث فى القرعة الحالية، حيث سيكون اللقاء الاول بالجزائر والثاني والاخير بالقاهرة.
ثالثاـ احتضن النصف الثاني من شهر نوفمبر مباراة الفريق المصري مع الجزائر فى تصفيات مونديال ايطاليا وهو ما سيحدث تماماً فى التصفيات الحالية، حيث ستكون المباراة الثانية والنهائية مع نهاية النصف الاول.
رابعا ـ ظهور الاخضر بلومي على الساحة الرياضية فى تلك الفترة عندما قام بالاعتداء على طبيب مصري وأصابه بعاهة مستديمة، وها هو يعود مرة اخرى عقب اجراء القرعة ووقوع منتخب بلاده مع الفراعنة، حيث طالب لاعبيه والاعلام باقحام القضايا السياسية لكي يفوتو الفرصة على مصر فى التأهل.
الاخضر بلومي اشهر لاعبي الجزائر فى الثمانينات
خامسا ـ أما العنصر الاخير والأهم هو أن المنتخب المصري الحالى يعد الاقوى والافضل فى تاريخ المنتخبات الماضية بدليل إحرازه لقبي مسابقة بطولة كأس الامم مرتين متاليتين وتفوقه على أعتى الفرق الافريقية الكبيرة وبسهولة مثل الكاميرون والكوت ديفوار