NADJIB_PH Mr.how
عدد الرسائل : 132 العمر : 39 الموقع : http://www.yazgulu.com/Guller/146.swf تاريخ التسجيل : 02/01/2009
| موضوع: الخليفة العباسي هارون الرشيد 170هـ ـ 193هـ الثلاثاء يناير 06, 2009 12:14 pm | |
| لتعريف به: هو أمير المؤمنين هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو محمد، ويقال: أبو جعفر، وأمه الخيزران أم ولد، بويع له بالخلافة بعد موت أخيه موسى الهادي سنة 170هـ بعهد من أبيه المهدي..
روى الحديث عن أبيه وجده، وحدث عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة"..
وقد غزا الصائفة في حياة أبيه مرارًا، وعقد الهدنة بين المسلمين والروم بعد محاصرته القسطنطينية، وقد لقي المسلمون من ذلك جهدًا جهيدًا وخوفًا شديدًا، وكان الصلح مع امرأة ليون وهي الملقبة "بأغسطة" على حمل كثير تبذله للمسلمين في كل عام، ففرح المسلمون بذلك، وكان هذا هو الذي حدا بأبيه إلى البيعة له بعد أخيه في سنة 166هـ، ثم لما أفضت إليه الخلافة في سنة 170هـ كان من أحسن الناس سيرة، وأكثرهم غزوًا وحجًا... كان الرشيد يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق لدنيا إلا أن تعرض له عِلَّة، وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم بعد زكاته، وكان إذا حجَّ حج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحجَّ ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الباهرة... وقد قال له بعض أهل العلم يومًا: يا أمير المؤمنين انظر هؤلاء الذين يحبون أبا بكر وعمر، ويقدمونهما فأكرمهم بعز سلطانك، فقال الرشيد: أولست كذلك؟! أنا والله أحبهم، وأحب من يحبهم، وأعاقب من يبغضهما..
دخل عليه ابن السماك يومًا؛ فاستسقى الرشيد فأُتِيَ بقُلة فيها ماء مبرد، ثم قال لابن السماك: عظني، فقال: يا أمير المؤمنين !!
بكم كنت مشتريًا هذه الشربة لو مُنِعْتَها؟ فقال: نصف ملكي، فقال: اشرب هنيئًا، فلما شرب قال: أرأيت لو منعت خروجها من بدنك بكم كنت تشتري ذلك؟ قال: بنصف ملكي الآخر، فقال: إن ملكًا قيمة نصفه شربة ماء، وقيمة نصفه الآخر بولة، لخليق أن لا يُتَنَافس فيه.. فبكى هارون الرشيد.. كان الرشيد يحب المديح ولا سيما من شاعر فصيح ويشتريه بالثمن الغالي، فقد ذكر أن مروان بن أبي حفصة دخل عليه ذات يوم فأنشده شعره الذي يقول فيه:
وسُدت بهارون الثغور فأحكمت به من أمور المسـلمين المرائـــرُ
وما انفك معقودًا بنصر لـواؤه له عسكر عنه تُشَظَّى العسـاكـرُ
وكل ملوك الروم أعطـاه جزية على الرغم قسرًا عن يدٍ وهو صاغرُ
إلى آخر الأبيات، فأعطاه خمسة آلاف دينار، وكساه خلعته، وأمر له بعشرة من رقيق الروم، وحمله على برذون من خاص مراكبه تعظيمه لأهل العلم:
لقد كان الرشيد معظمًا لأهل العلم محبًا لهم، فقد روى أبو معاوية الضرير قائلاً: ما ذكرتُ عنده ـ أي الرشيد ـ حديثًا إلا قال صلى الله عليه وسلم على سيدي، وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبلَّ الثرى، وأكلت عنده يومًا، ثم قمت لأغسل يدي فصبَّ علي الماء وأنا لا أراه، ثم قال: يا أبا معاوية أتدري من يصب عليك الماء؟ قلت: لا.. قال: يصب عليك أمير المؤمنين قال أبو معاوية: فدعوت له، فقال: إنما أردت تعظيم العلم. | |
|