يتحدث كثير من الناس على مختلف مستوياتهم العلمية، و توجهاتهم الفكرية, و مناهجهم السلوكية, أو حتى آرائهم العقدية, ومذاهبهم، ومللهم عن غزة وأهلها, وما أصابهم من تسلط اليهود وأعوانهم : التسلط العسكري، وما أصابهم من الخذلان من بني جلدتهم, وكذا الحديث عن مقاومتهم، وصبرهم، وتحملهم، ومعاناتهم، ونكاياتهم باليهود, وتنشأ أسئلة كثيرة عن هذا الاعتداء الهمجي العشوائي، وكثير منها محيّر لكثير من ذوي الألباب، وتزداد الحيرة عندما تأتي الأسئلة التي تمس الواقع العملي:
ما دوافع هذا الغزو ؟ وما الذي يهدف إليه؟ وهل حقق شيئاً من أهدافه؟ وما أبعاده؟ وما الذي ينبني عليه بعده؟ وهل هو غزو ديني؟ أو هو حرب على طائفة أو فرقة؟ ومن هو المنتصر، وكلٌ يدعي النصر؟ وما موقفنا وقد وضعت الحرب أوزارها؟ وبدأت المناورات الكلامية وإملاءات الشروط؟ وهل فعلاً يهود اليوم بفعلهم هذا هم يهود الأمس الذين قتلوا كثيراً من الأنبياء؟ وحاولوا قتل نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - فرفعه الله تعالى إليه؟ وحاولوا مراراً قتل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- بشكل مباشر، وغير مباشر ؟ ونقضوا العهود معه مراراً ؟ وتحالفوا مع المشركين؟ وشجعوا المنافقين؟ وهل هم الذين خططوا لقتل الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه-؟ وقتلوه بتدبيرهم؟ وقتلوا الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- بتدبيرهم كذلك؟ وهل هم الذين يعتقدون أنهم خيرة الشعوب، وأن غيرهم لا يجوز إلا أن يكون خدماً لهم؟ وهل هم الذين تحالفوا مع بريطانيا وغيرها، حتى تمكنوا من سكنى فلسطين، واغتصبوا أرضها, وقتلوا كثيراً من أهلها؟ ودمروا كثيراً من مكتباتها؟ وهل هم بالتالي في حربهم هذه يحاربون حزباً، أو طائفة، أو نوعية من الناس؟ فدمروا مساجد، ومستشفيات، وجامعات، ومدارس، ومصادر الطاقة، وكثيراً من الطرقات، والبيوت، ومنعوا الغذاء والدواء، وقتلوا الأطفال، والنساء، والشيوخ.
[center]