الجزائر الحبيبة الثقافية
موعد مع القدر 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موعد مع القدر 829894
ادارة المنتدي موعد مع القدر 103798
الجزائر الحبيبة الثقافية
موعد مع القدر 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موعد مع القدر 829894
ادارة المنتدي موعد مع القدر 103798
الجزائر الحبيبة الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزائر الحبيبة الثقافية

أفكار هادفة ويد واحدة لمجتمع راقي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
موعد مع القدر M5znk-6983e99163

 

 موعد مع القدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رشيد قوارف




ذكر عدد الرسائل : 11
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 09/01/2009

موعد مع القدر Empty
مُساهمةموضوع: موعد مع القدر   موعد مع القدر Icon_minitimeالأحد يناير 11, 2009 6:48 pm

ما معنى هذه الحياة ؟
كعادته يخرج من المنزل مطاطا رأسه ، يمضي بجوار الحائط ، لا يكلم احد ، و لا يلقي السلام و لا تحية حتى اقرب الناس إليه ، منزويا و يخلو إلى نفسه ، بخيلا بنظرات عينيه البارزتين ، شاحب الوجه ، جسمه نحيف كأنه هيكل بلا روح ، سكان الحارة يكرهونه و يبغضونه ، من أعماله الدنيئة ، انه إنسان طالح ، لا يحترم جيرانه و لا أهله ، في كل صباح يتجه صوب الماخور المتواجد في مخرج المدينة يمارس فيه طقوس الرذيلة مع بعض رفقاء السوء ، يستمتعون بالرذيلة التي تشكل لهم عوالم أخرى و تقتلع أحاسيسهم ، نبيذ كأسهم الذكريات و شغلهم الوحيد في الحياة .
أليس في وسع شفتيه أن تنفرجا لينطلق صوب النجاة و الحياة ، و هو ذاهبا مع الزهم يلتمس النشوة و اللذات التي تأمر بها الذات الخبيثة ، لكن رغم فسقه و دناءته ، يمتاز بصفة الجرأة التي تميزه عن كل الصفات الأخرى يشهد لها الجميع و خاصة أبناء حيه .
........
كان كلما يخرج من المنزل باتجاه ذلك الماخور يسمع صوتا يناديه يا هامل عليك أن تذهب إلى ذلك المكان ،عليك أن تذهب إليه...لا زال هناك طريق آخر حتم عليك أن تسلكه قبل فوات الأوان!ظل هذا الصوت يراوده في حياته، في طرقه و أحلامه و حتى في كوابيسه، فلم يبالي بهذا الصوت ظنا منه انه و هم و خيال..... حتى إن سكنت الدهشة و الاستغراب نفسه و الحيرة في كيانه، بدا يتساءل مع ذاته حتى هاجت في نفسه شعوره بالقوة و الجرأة و المضي إلى ذلك المكان، حتى ألبي رغبة عقلي في معرفة ذلك الصوت الذي يأمرني أن اذهب إلى ذلك المكان........في صبيحة من أيام الجمعة خرج هامل من البيت ،شاحب الوجه ، فاقد اليقين ، يبدو عليه القلق و التوتر و الحيرة ....
فقد قرر الذهاب إلى ذلك المكان تلبية لعقله و الذي كان يبدو له كلفح الشمس و مس الريح ، أما أنا كنت جالسا مع صديقي أتابعه بعيني باحتقار و استهزاء فقال لي صديقي صالح : لم لا تحاول استدراجه لتتحدث معه بمفردك و تنهيه عن هذه المنكرات التي تهتز منها الأنفاس .
- إن هامل لا سبيل له، لا يقبل النقاش و لا حتى الكلام!
- أنت لا تخسر شيئا إنما أجرك عند الله
- أنا لا ابذر أفكاري مع طالح كهذا
- اطلب من الله أن يهديه إلى الطريق الصحيح
- أمين
و بدا هامل يحاور الذات ... لم استطع الانتظار لقد نفذ صبري على إني و الألم يثقلني قد سعيت الذهاب إلى ذلك المكان ، امتطيت جواد عقلي و كسرت كل الحواجز النفسية ، جمدت يداي ، و حمدت شفتاي ، ركبت السيارة و هي تلتهم المسافات،
و أنا أفكر في هذه الرحلة التي لا اعرف مصيرها و نتائجها، و إنما الجرأة و الصوت الذي كنت اسمعه دفعني على أن اذهب إلى المجهول، و لا ادري ما يجيش في صدري و يعجز عن النطق به لساني ........توقفت السيارة ، سحبت بعض النقود من جيب السروال و أعطيته لصاحب السيارة و أكملت المسير راجلا في هذه الدروب الصعبة و المبهمة ، و أنا أتذكر الماضي و الخوف يغمر جسدي ، الذهول يسكن وجداني حتى إن وصلت على مشارف غابة تبدو موحشة ، مظلمة بكثافة أشجارها المتشابكة ، لا تسمع سوى أصوات الحيوانات المفترسة فانتابتني قشعريرة في جسمي النحيف ، و انا أتقدم وسط الغابة بشوق و هلع ،و انا في تلك الحالة المذعرة من أمري سمعت صوتا يصرخ حتى كادت إذناي أن تنفجرا و سرب من الغربان ينعق في السماء و شكل سحابة سوداء ، فما إن مددت نظري وجدت شخصا ممددا على الأرض يصارع الموت و يهذي لا أع ما يقول !
في لمحة بصر شاهدت رجلا غليظا ، طويل القامة ، قوي البنية ، بلباس اسود و بعينين تفزع الأحياء ، و أنياب حادة كان هذا المشهد من أفلام الرعب لألفريد هتشكوك ، فحدق بي ، فتشوك شعري ، ثقلت قدماي و زادت نبضات قلبي ، لم استطيع حتى الهروب أو النظر إليه فقال لي : من حظك انك رأيتني لا يستطيع أي مخلوق في هذا الكون أن يراني .....ما زال هناك طريق أن تسلكه قبل فوات الأوان....اترك قطار الموت وا ركب حافلة النجاة............و في و ميض طيف مضى عني بعيدا في لحظة كورقة شجر دفعتها رياح العاصفة نحو السماء ، ثم بدا لي كأنما ضوء اسود غاضبا يصعد إلى السماء ، عدت أدراجي لاهثا بين هذه الدروب الصعبة و الغابة الموحشة اركض ..اركض اسقط ثم انهض مرات عديدة حتى وصلت إلى الطريق الرئيسي ، مشهد لم أره منذ أن وجدت في هذا الوجود ، فأغمي علي و سقطت أرضا . في رحلة قصيرة من الإغماء عاد لي وعيي ، فأمسكت راسي بين يدي النحيفتين فشعرت بهلع مسجون داخل صدري الذي لم يجد من يوقفه ، فرجعت من حيث أتيت و راسي يؤلمني كأنما بداخله عاصفة هوجاء تسكن فيه ، و تعيد تشكيل المناظر المدهشة و المخيفة التي شاهدتها و هي تؤثر على أحاسيسي المبهمة...
و انا في ذلك الصراع الداخلي مع نفسي المقهورة و المسلوبة حتى وصلت إلى المنزل
دخلت خلسة مسرعا حتى لا يراني احد ، و الخوف ما زال يلاحقني و الصدمة التي أثرت في لأيام عديدة ، فقلت في نفسي : إن الليل أوان الراحة و التأمل ، و عبادة الله حق ، و السعي و الإدراك الخير هما الصفات النبيلة و الشجاعة لطي صفحات الماضي ..كنت اضطرب فوق بحر هائج غادر لا شاطئ اركن إليه و لا نفس طيبة اسكن إليها ، و إنما رياح البحر قذفتني إلى جزيرة اللذة و الطيش ، انا كنت ميت خسرت كل هذا الوقت الباهظ دون أن اعرف من انا ؟! انا كنت ميت في شكل الأحياء ، انا كنت عالة في هذه الأرض لا فرق بيني و بين الحجر إلا نبضات القلب و الروح........في لحظتها قررت أن أتوب إلى الله و أعود إلى الطريق الصحيح ، و تعويض ما فاتني من عبادة و عمل الخير ، فاغتسلت ، ثم توجهت إلى المسجد عسى أن يغفر الله لي و قررت تطليق إمبراطورية امرؤ القيس و الانسحاب من جمهورية أفلاطون بمثلها العليا ، و انخرطت و ارتميت في أحضان مملكة كانت ، مملكة الحب و الأخلاق ...نعم أنها صيحة تفيض بالذكريات و التوسلات إلى الرب ، حتى أشرقت وجوه أبناء حيي بوهج الشوق و شعاع التساؤل عن التغيير الذي طرا علي ، لم يكونوا ينتظرون أنني سأعود إلى وعيي و اسلك طريق الصواب طريق الخير و المحبة ، فقلت لهم جملة واحدة معبرة عن ندمي : سامحوني يا إخوتي ، انا بالأمس كنت ثمرة نتنة جافة عالقة في الغصن تستدرج الخراب ، و الآن انا زهرة متفتحة على قلوبكم الطيبة و لدت من جديد في هذا الجو المملوء بالخير و عاد لي استقراري الروحي و النفسي...........ظل حالي على نفس المنوال اعمل الخير و أوجه الناس إلى الطريق الصحيح حتى كسبت الكثير منهم ، الذين أصبحوا يحترمونني و يحبونني ، و أصبحت شخصا صالحا في هذا المجتمع بعدما كنت منبوذا و مرفوضا لدى الجميع .
و في يوم من أيام الجمعة سمعت صوت المؤذن يدعو إلى الصلاة فسرت بخطى ثابتة نحو المسجد و قبل أن أصل وجدت شخصا كالملائكة ناصع البياض كأنها الشمس أشرقت بوجهه ، بلباس ابيض يحدق بي و يبتسم و يفتح في ذراعيه كأنه يريد احتضاني فتقدمت مبتسما و قلت في نفسي : حان وقت الرحيل ...انه موعدي مع القدر.قوارف رشيد عين التوتة باتنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موعد مع القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجزائر الحبيبة الثقافية :: الأدب العربي و العالمي :: الخواطر و القصص القصيرة-
انتقل الى: